دعاء بهاء الدين، ريم سليمان- سبق- جدة: أثار خبر نشرته "سبق" عن رغبة أكثرمن 400 مواطن في الهجرة إلى المريخ، الكثيرمن ردود الأفعال داخل الشارع، واعتبرها مختصون جرس إنذار للمسؤولين الذين أهملوا المواطن وجعلوه يفكرفي العيش على المريخ، لعله يجد عيشة هنيئة هناك، فيما اعتبره آخرون "كوميديا سوداء" تصور الواقع الذي يعيشه البعض، وسخرية من الأوضاع الاقتصادية الموجودة.
"سبق" استطلعت آراء المختصين حول رغبة بعض الشباب في الهجرة إلى كوكب المريخ.
مظاهر الإزعاج
ضحك المحاسب عبدالله عبدالعزيزعندما سمع خبر رغبة البعض في الهجرة إلى المريخ، وقال: لو أتيحت لي الفرصة فلن أتردد وسوف أترك كل مظاهر الإزعاج الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وأبحث عن الهدوء وعدم الضوضاء في كوكب المريخ.
أما سعيد العتيبي، أحد المستفيدين من "حافز" فقال لـ "سبق": أخشى ألا أجد "حافز" هناك، إلا أنني أحلم بكوكب مختلف لا توجد فيه واسطة، أعيش في بيت يكون ملكي وأشعر فيه بالاستقرار، لافتاً إلى أنه كالمئات يحلمون بالهجرة إلى المريخ لعلهم يجدون حياة أفضل مما يعيشونها على الكرة الأرضية.
واعتبر فهد محمد أن الفراغ الذي يعيش فيه الكثير من الشباب يجعلهم يلجأون إلى شيء آخر حتى يضيعوا أوقات فراغهم، واصفاً هؤلاء بالأغبياء، وقال: أي مكان يسكنه بشر ستكون فيه البطالة والواسطة والتخبط في القرارات، والكثير والكثير، فالعيب ليس في الأرض بل في من يعيشون عليها.
تنفيس انفعالي
واعتبر استشاري علم النفس الإكلينيكي دكتور حاتم الغامدي أن النقد الساخر شكل من أشكال التنفيس الانفعالي، وقال: إن الشاب عندما يعجز عن حل المشكلة التي يواجهها بطريقة عملية، فإنه يعبر عنها بشكل ساخر كى يستطيع التعايش مع الواقع الذي لايستطيع تغييره، لافتاً أن هذه السخرية تعبّر عن القهر والألم والضغط النفسي للشباب الساخط على الواقع الذي يعجز عن تغييره.
ورأى الغامدي أن الموضوع ليس مجرد رحلة للمريخ "بل هى قضية الشباب الذي يعاني من مشكلات اجتماعية، كغلاء المعيشة والبطالة، وصعوبة الحصول على سكن"، لافتاً إلى أن هذه السخرية قنبلة موقوتة، وقال: إن سخرية الشباب ناقوس إنذار خطير، لا يعني قبول الواقع، بل السخط عليه.
ولفت أن هذه السخرية تدل على غياب ملامح المستقبل أمام الشباب الذي يحلم بالأمن الوظيفي، وحياة اجتماعية مستقرة، واعتبرها رسالة قوية للمسؤول، وقال: يجب على كل مسؤول أن ينتبه لمعاناة الشباب، ويسعى لتضييق فجوة التواصل بينه وبينهم، لتوعيتهم بالمطلوب منهم لإيجاد حلول مشتركة لمواجهة المشكلات الاجتماعية.
عاهات الكرة الأرضية
وأرجع الكاتب الساخر أحمد العرفج "التهافت على حجز رحلة للمريخ، لخلوه من عاهات الكرة الأرضية التي كثرت في البلاد وآذت العباد"، وقال: أتوقع أنه لم يأت أحد من المريخ ويخبرنا هل توجد به مشكلات اجتماعية كالموجودة على سطح الكرة الأرضية، كنظام حافز والواسطة، ونظام ساهر الذي يتتبع خطوات السيارات ويتجسس عليها؟
وتابع العرفج: استوقفني في الخبر أيضاً أن الناس تتهافت على المريخ لعلهم يحصلون هناك على قطعة أرض لبناء مساكن لهم، معرباً عن تصوره لكوكب المريخ، وقال: أظن وليس كل الظن إثماً، أن المريخ مليء بالحدائق، بيد أني لا أتصور أن تطبيق المنح وسرقة الحدائق يسري مفعوله في المريخ.
واستطرد قائلاً: من خلال قراءتي في كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" يتضح -والله أعلم- أن الفساد مصدره الرجال وليس النساء، لأنهم هم الذين قدموا من المريخ، وإذا وجد أي فساد فإنني سأحمله وأنا بكامل قواي العقلية، للرجال، أما المرأة فهي بريئة منه، براءة الذئب من دم يوسف.
وختم حديثه قائلاً: لا نستطيع أن نستبق الأحكام قبل عودة أهل المريخ من رحلتهم، حتى نسألهم عن قياس مستوى الفساد. وأبدى رغبته في المعيشة في الكوكب الأقل فساداً بين الاثنين’